الخميس، 9 أكتوبر 2008

أن تسقط ... كقطرة مطر ...

يبدو أنني بدأت مرحلة فقدان الاتزان ... لننتظر العد التنازلي للبدء ...
لن يتخطى الأمر مراحلة الحرجة بتلك السهولة ...
الأمر جد غريب ... ربما غرابته تكمن في تقليديته اللامتناهية ...
لحظة .. ولم التعب ؟ ... ولم الانتظار ؟ هذا السبق ليس لي من البداية ...
دع الأمر يمضي على وتيرته ...
ولأذهب هناك ... في ذلك الركن من الحياة الذي يكمن فيه أمثالي ...
فأمرنا واحد ..
وربنا واحد ..
ولن نفعل جديدا بتلك المراهنات ..
إنه الأمر الطبيعي في الحياة ..التقدم... أو التأخر ... سيان .. وكلها وجهات نظر ...
من الغريب أن المرء يتقدم ثم يعود ... ليكتشف في النهاية أنه في نفس مكانه ...
رغم أنه تحرك كثيرا حتى سئم الحركة ...
إذن فالتقدم ليس هو محض حركة ... ولا التأخير كذلك ...
ولن تجدي تلك المحاولات إلا إذا خرجت بنفسي لأنظر لنفسي ذاتها من منظور بعيد ...
فأراها تروح وتجيء ... فأتهكم ساخرا ..
وأواصل التحرك ...!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم هو التاسع من شهر أكتوبر ... وكل يوم يمر يزيدني حزنا وخيبة أمل ...
وكلما جاء الشتاء عصفتني أعاصيره بمشاعر متناقضة ...
أحبها ... لكني أخافها ... بالطبع أقصد المشاعر ..!
أن تصل بك السخرية لأن تسخر من نفسك ذاتها فأنت في مأزق حقا ...
كما قال عمنا جاهين في رباعيته التي لا أذكرها ..
(( انا مت .. ولا وصلت للفلسفة ))
هذه مساحتي الخاصة ...
وبرغم كل الشعارات التي أطلقها دوما لكني لم أكن أبدا عاملا بها ...
سهل أن أعيش لأن الأمر ليس بإرادتي بل بإرادة الخالق عز وجل ...
لكن من الصعب ... من الصعب جدا في الواقع ...
أن أحيا ...!!!
هل هي هرطقة ؟ فلسفة ؟ محض هراءات ؟ كلام مرتب ومنمق لا لشيء إلا لأن يقال ذلك ...
لا أدري .. لكن كل ما أعرفه أني لم أفكر في سطر واحد مما كتبت ...
حتى أنني متأكد أنني سأعود لقراءتها في وقت لاحق ... وأتعجب...
وهل لي سوى التعجب ؟ ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أدري لم يرتبط الشتاء دوما عندي بالحزن ... ربما الشجن هو التعبير الموفق أكثر ...
لا أدري لم تستيقظ غرائزي الكتابية بشدة وأنا أقف خلف النافذة والمطر على أشده ...
لا أدري أمياه المطر هي التي تسيل على وجنتي أم هي عبرات ثائرة ...
لم أفكر دوما أنني قطرة مطر ؟
أتراني أسقط ..؟
ربما ...
كل شتاء أعود لمنزلي وحيدا لأخلع عني رداء نفسي وشخصي وأستمتع بالظلمة ... الوحدة ... الكآبة ...
أتعرف أحدا يستمتع بالكآبة ؟ ... لا ... إذا فقد عرفت واحدا اليوم ...
وعندما تسقط عليك قطرة مطر في يوم ما ...
لا تعاملها بجفاء ..
فقد تكون...
أنا ...!!