الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

عيدك سعيد والله يرحمك يا عمنا ..

زي ما عمنا صلاح جاهين قال :

(( مليون عيد بيبتدوا ويفرغوا ...
ويفضل العالم كده .. دمه تقيل ...
يا ربنا ... ياللي خلقتلنا الأيادي للهزار وللعمل ...
اديني قوة ألف مليون إيد .... عشان أزغزغه ...)) وعجبي ...

وفعلا رغم ان الدنيا عيد لكن الحياة حاسس انها مبقتش زي زمان ...
ملقيتش بهجة العيد ... مشوفتش العيال الفقرية اللي قالبين الشارع ... مشوفتش الدنيا المنورة والناس المبسوطه ...
وللا ده عندنا في المقطم بس ؟!

مش عارف ... انا نفسي احساسي ان طعم العيد متغير ... حاسس ان حتى الفرحة في عيدنا ده ... حزينة ...
حاسس ان العالم يعاني من حالة اكتئاب حاد ...
ونفسي في قوة ألف مليون إيد ... عشان أزغزغه ! ...

عموما مش عايز أنكد على حد .. كل سنة وانتو طيبين وبألف مليون صحة وسلامة ...

عيد سعيد وكله فرحة وهنا .... لكنه مش عيد مبارك عشان خاطر ( إبراهيم ) عشان عنده حق فعلا ...http://anaweana.blogspot.com/


كل سنة وكلكو بأحسن حال ومبسوطين ومهيصين والدنيا معاكو ميت فل وعشرة ...

ويارب كل ايامنا تبقى اعياد ...




الاثنين، 22 سبتمبر 2008

مثلث ... بثلاث زوايا منفرجة !


ــ لقد قالت لي أنها تحبك بجنون ...

ــ أقالت ذلك ؟

ــ نعم .. أؤكد لك ..

ــ وما شأني أنا ؟ ... فلتحبني أو تكرهني .. هذا شأنها وحدها ...

ينظر لي بتعجب ويعيد آخر كلماتي في استغراب قبل أن يقول :
ــ إنها فتاة ممتازة ... مال وجمال وخلق ... ماذا تريد أكثر من ذلك ؟

جرعت ما تبقى من كوب العصير الذي أمامي دفعة واحدة قبل أن أقول بلا مبالاة :
ــ لكنها ليست هي التي أريد ...
تبعت قولي بقيامي من مكاني قبل أن أدس بضعة جنيهات تحت كوب العصير وأقول :
ــ بعد إذنك ...

ابتعدت عنه وأنا أستشعر وخز نظراته الحادة إلى ظهري ..
ضممت إلي ياقتي المعطف وكأني أحتمي به من نظراته وتابعت مشيي باتجاه سيارتي ..

يعرف أنها تحبني ...

أعرف أنه يحبها ...

تعرف أنني أحبه ...

الخميس، 4 سبتمبر 2008

نور .....(2)



عجبت منك يا زمن ..
دوما تأتي بالغريب ... ودوما أجد في الحقيقة ما هو أغرب من الخيال ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لن يختلف الأمر كثيرا ...
ليكن هذا البونبون ( نور الشريف ) أو ليكن ( نور المطبخ )!!!
هذا ما قلته لنفسي ...

تجاهلت الأمر برمته وطفقت أغلق نوافذ الويندوز المتعددة تمهيدا لإغلاق الكمبيوتر تماما ...

سلام يا ( أشرف ) !

لم تصر هذه الأجهزة على المبالغة في الوقت وهي تقول لك بكل سماجة أنها ( از شتنج داون !!!!) ...

أغلقت شاشة الكمبيوتر في ضجر ... ولك أن تراهن على ما حدث ...
سمعت رنين هاتفي المحمول ... احم .. آسف .. يبدو أن حلقات مسلسل ( بريزون بريك ) أثرت على انفعالي بصورة أو بأخرى ..

اعتقد أن رنين الهاتف كان متوقعا وإلا لما كتبت ما أكتبه أصلا ...

دعوني أكف عن هذا ( الرغي ) وأكمل ما حدث ..

رقم غريب على شاشة الهاتف .... يوووووه .. لن أكف عن قول أشياء متوقعة !!!

ضغطت على زر الرد ــ وكأن بوسعي الضغط على غيره !! ــ وقلت في لا مبالاة :
ــ آلو ..

هنا حدث ما لم أتوقعه من قبل ... أخبرتكم به سلفا ... ولكن من فضلكم دعوا لي لحظة للاندهاش .. إنها أبسط حقوقي في لحظة كهذه ..

صوت أنثوي يقول في حيادية :
ــ آلو ... إيهاب ؟

تنحنحت في حرج قبل أن أتساءل :
ــ مين معايا ؟

صمت لثوان قبل أن تقول وكأنها تكشف لي أسرار كهوف تسيلي والهرم الأكبر ومن قتل باسم السمرة في فيلم ( الجزيرة ) !! :

ــ نور ....

صمت للحظات منتظرا أن تستطرد لكنها بقيت صامتة فقلت :
ــ ما قلتليش انك بنت يعني ؟

أجابت بحروف متأنية :
ــ هتفرق يعني ؟

قلت لها :
ــ إلى حد ما ...
ــ اوكي ... لو هتفرق معاك تقدر حضرتك تقفل السكة وأنا آسفة على الإزعاج ...

كادت خفة دمي المعهودة تجعلني أقول : (( انتي اسفه على الإزعاج وأنا كده رضا !!))

لكني تمالكت نفسي في اللحظات الأخيرة قبل أن يدفعني فضولي لأن أقول :
ــ مش موضوع كده ... أنا مستغرب بس ...

تنهدت تنهيدة طويلة قبل أن تقول بنفس أسلوبها المتوجس وكلماتها المتأنية :
ــ أنا أقولك ... أنا كنت محتاجة أكلم حد ما يعرفنيش ولا أعرفه ... كنت محتاجة أسمع رأي إنسان بطريقة محايدة تماما ... والمهم يكون إنسان عاقل .... قصدت إني أكلمك بصيغة المذكر عشان أعتقد إن لو بنت قالت إنها عايزة مساعدة من حد هتلاقي ألف شاب بيعرض خدماته بس عشان يتعرف عليها أو يحاول أنه م الآخر كده ــ وعفوا على اللفظ ــ يزبطها ..!

تنهدت مرة أخرى وتابعت :
ــ أما لو ولد هيساعد ولد فأعتقد إنه هيكون مستعد فعلا إنه يساعده عشان مش هيكسب أو يخسر حاجة من وراه ... يبقى ده عايز يساعد فعلا ...

فكرت قليلا في كلماتها قبل أن أسأل مرة أخرى :
ــ وليه ما تكلمتيش مع واحدة بنت وخلاص ...

سمعت صوتا ينم عن السخرية صدر منها ..( هئ ) إن أردنا التوضيح !
ثم قالت :
ــ انت بتصدق ان كل البنات اللي ع الشات دول بنات ... وبعدين أنا قلتلك عايز حضرتك تقفل وما تتكلمش مش هقدر ألومك ...

دارت الأفكار في ذهني للحظات قبل أن أقول :
ــ اتفضلي ...
ــ كون واثق إن كل اللي بحكيلك عليه ده بجد يا إيهاب

الآن يمكنني أن أصف لكم صوتها الهادئ الذي تجتاحه بحة محببة إلى النفس .. صوت واثق يدل على ثقة بالنفس وكبرياء بدا لي متناقضا مع تصرفها ...

كلمتني يومها لمدة تزيد عن الساعتين بدقائق ...

ماذا قالت ؟ ... دعوها تتحدث هي قليلا ...
وتحكي لكم قصتها ... التي سأصوغها لكم بترتيب افتقدته في حديثها ...

دعوني أترك لها المايكروفون ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا نور ... ظننت هذا واضحا !

بنت التاسعة عشر ربيعا ... بنت الحسب والنسب ...

أنا نور ...

يقولون أنني جميلة ... في الواقع هم في أغلب ظني محقون ... أعتقد أنني فاتنة ...


الشعر الأسود والعينان الزرقاوتان .. من الصعب أن تجد جمالا شبيها لهذا في مصر ...

البعض يقول أني مختلفة ... غريبة الأطوار ... لا مانع ... أعتقد أن هذا أمر طبيعي ...

أنا نور ..

أنا متحررة إلى حد ما بناء على تربيتي ولكني بالطبع لي حدود وخطوط حمراء واضحة لا أتخطاها ... لم أقابل بعد البنت التي تقول لي أنها فتاة وقحة أو أنها ترى نفسها شيطانا !

أنا أدرس إدارة الأعمال في إحدى الجامعات الخاصة الأجنبية والتي تعد الأرقى في مصر ..
والدي يشغل منصب مرموق في أحد الشركات الكبيرة وله العديد من الأعمال الحرة ...
والدتي مديرة بأحد البنوك وتقضي وقتها ما بين العمل والنادي الذي تشغل منصب عضو بمجلس الإدارة فيه ....
لا أملك سوى شقيق وحيد ... أكبر مني بأعوام ثلاث ... يدرس الهندسة في إحدى الجامعات الخاصة أيضا ...

نقطن في فيلا بالمنيل .. هناك الخادمة والسائق والاستقلالية في الحياة ...

إلى هنا والوضع جميل ... إذا أين المشكلة عزيزي إيهاب ؟
سأخبرك ...

والدي رجل ما إن يدخل المنزل في ساعات العصاري ويتناول طعام الغداء حتى ينكب على شرب الخمر في مكتبه الخاص والسماع لموسيقى غريبة لا أدري لم تستهويه ...
يخرج من مكتبه ليلا ليصعد السلم وهو يترنح ....
أنصحك حينها بالابتعاد عن طريقه لأنك إن مررت أمامه قد يركلك أو يلقي بك من أعلى السلم ...
والدي يعشق المال أكثر من نفسه ... ليل نهار لا يشغله سوى المال ... لكنه ليس بخيلا على الإطلاق ... يكفي أن أخبرك أن مصروفي اليومي يعادل مرتب موظف محترم شهريا !

والدتي تعشق المال مثله ... ليس بأمر غريب على مديرة بنك ...
والدتي لم أر امرأة مثلها في الأناقة والجمال ... رائعة بكل المقاييس ..

منذ فترة أخبر والدي والدتي أنه سيتزوج من سيدة أعمال خليجية وهو زواج سيجني من وراءه أرباحا طائلة ...
ووافقت أمي ...
ألم أخبرك أنهما يعشقان المال يا عزيزي ؟
وتستمر حياتنا بطرائف غريبة ...

والآن تحدث مصيبة كبرى في المنزل تعكر صفو حياتي ...
أمي تحب ... !
تعشق كما تقول ... !
تحب صديقا لها وتود الطلاق من أبي والزواج منه ...
هكذا بكل بساطة ...
وبكل صراحة تقول كلاما كهذا لوالدي ...
لأجده يخرج من مكتبه مخمورا ويأخذ حزاما له لينهال على والدتي بالضرب المبرح وهو يسبها بأقذع الألفاظ ...
رآني أنظر له من بعيد ... في الواقع لم يختلف مصيري يومها عن والدتي كثيرا ...

من فضلك .. دعني أبكي فمن المستحيل أن أفعلها أمام أحد ... ألم أخبرك أني أريد الحديث مع أحد لا يعرفني ...

لم أحادثك عن أخي بعد يا عزيزي ...
أخي هو من أسفل من عرفت في حياتي ... نعم لم تخطئ في سماع الكلمة يا عزيزي ..
أخي سافل !

يبحث عن إرضاء نزواته وشهواته بجشع ودون تردد ...
يعرف من البنات أكثر من أن تحصيه أصابع أيدي عائلتنا جمعاء ...
يشرب الخمر ويدخن المخدرات ... بذيء الألفاظ والأخلاق ...
شرير كما يظهر الأشرار في السينما المصرية !!!

لا أعامله كأخ منذ ما يزيد عن عامين حينما وجدته في وضع مخل أخلاقيا مع أعز صديقة لي إبان إحدى ( كورسات ) الثانوية العامة قبل أن يأتي مدرس المادة ...

* * *



يمكنك تخيل الوضع الآن عزيزي إيهاب ...

أصدقاء ؟ لا يوجد تقريبا سوى زملاء من الجامعة ...

أقارب ؟ لا أعرف معظمهم ولم أر منهم سوى القليل ...

حبيب ؟ ... هئ ! يمكنني أن أخبرك أن بعد تجربتي الخامسة في هذا العمر القصير أنهم كلاب يا عزيزي ... كلهم كلاب .. مثل أخي ...!

يريدون مصادقة ( مارلين مونرو ) طوال الوقت .. وحين يريدون الزواج يتسابقون للبحث عن (رابعة العدوية ) لا لشيء أكثر من أن الشاب ( عايز يريح دماغه ! )

عفوا ... لا أقصد سبك يا عزيزي ...

يمكنك الآن أن تفسر انفرادي الطويل بنفسي في غرفتي ...

أقرأ العديد من الكتب ... أستمع إلى أغاني لا تنتمي لذوق محدد ... فأغنية لعبدالحليم يليها أغنية لانريكي اجليسياس ربما يتبعها أخرى لمنير ....

عشوائية في قراءتي وفي سمعي وفي مشاهدتي ...

حتى تصفحي للانترنت ... بعشوائية ...

لك أن تراهن على أني لا أذكر اسم الشات الذي قابلتك فيه منذ لحظات ...

لا ... لا تقلق ... لن أكذب عليك وأقول أن هذه أول مرة أفعل فيها ما حدث معك .. لقد فعلتها ثلاث مرات من قبل ...

لكن دعني أخبرك أني ندمت أول مرتين .. في الثالثة قابلت من هو جيد السماع مثلك يا عزيزي..

لكن تفكيره للأسف يا عزيزي ما زال حقيرا وينحصر فيما هو أسفل الصرة ..!!

والآن أقول لك بنفس طريقتي التي تقول عنها هادئة وباردة إلى حد ما أنني تعبت ...
أريد الانتهاء ...
في الواقع أريد الانتحار ...

جربت أن أخرج من تلك الحالة ... لا تندهش يا عزيزي عندما أخبرك أني تناولت المخدرات ...
ولا تجعل الذهول يصيبك عندما تعلم أني كدت أموت بسبب جرعة كوكايين زائدة ...
يا ليتني مت ...

لكني بأمل أحمق عولجت في إحدى المصحات ... وعدت كئيبة مرة أخرى ...
وهاأنذا أتمنى الموت مرة أخرى ...

لا يوجد ما يدعو للحياة وأنا لا أقولها بيأس .. بل بأمل في انتهاء ما أعيشه ...
من الصعب أن تعيش عمرا تكتشف فيه أنك لست إلا صفرا على الشمال ...
لا يمكنني الاستمرار ... أبي سيطلق أمي لا محالة لتتزوج ..

أمي ستغادرنا بالتأكيد ...
وأبي لن يكف عن تحطيم صورته أمامي وهو يترنح مخمورا ليركلني في نهاية كل ليلة ...
وأخي الذي يهددني في مشاجراتنا بأن يجعل مني عاهرة تدور الشوارع !

أقسم لك أن كل كلمة قلتها صحيحة ... ليست مبالغة يا هذا ...
أخبرني ...
كيف أهرب من حياتي ؟ ... هل أغادر المنزل بدوري خوفا على نفسي من بطش أب مخمور أو حقارة أخ سافل ؟...

أم أعيش حياتي كما يعيشونها بين عربدة وخراب ؟....

كلا الحلين لا يعجباني ... لذا لا يبق أمامي سوى حل وحيد ...

الانتحار يا عزيزي ...

والآن ...

ما رأيك يا عزيزي إيهاب ؟!.....


( يتبع )